انتشار موجات الكلاب الضالة و افتقار للقاحات وأمصال داء الكلب في مدينة تعز

  

أدى انتشار موجات الكلاب الضالة لظهور حالات جديدة مصابة بداء الكلب الأمر الذي فاقم من معاناة المواطنين وجعلهم يشتكون منه في ظل صمت مريع من الجهات المعنية بمحافظة تعز.


وصرح جميل الشجاع مدير مكتب البيئة الصحية بمدينة تعز لل "الرصيف" أن هنالك شكاوي كثيرة مقدمة من المواطنين حول انتشار الكلاب الضالة في مدينة تعز وتعرضها وعضها للمواطنين. 


وقال الشجاع أن هذه الشكاوي جاءت للمطالبة بالقضاء على الكلاب الضالة داخل المدينة، بعد وصول عدد من الشكاوي لحالات تعرضت لعضة كلب إلى المستشفى السويدي.


واضاف قائلا "قمنا بتقديم طلب للمحافظة من أجل اعتماد تكلفة مالية للقضاء على ظاهرة انتشار الكلاب الضالة ولم يتم التجاوب معنا".


الجدير بالذكر أن هنالك تهاون في القضية ، خصوصا أن وزارة الاشغال قطاع البلديات والبيئة كانت بداية هي من توزع السم، ثم أوكل الأمر لمكتب النضافة والتحسين. 

حيث قال الشجاع "أن هذا التهاون ناتج عن سوء التواصل مع مكاتب  الحكومة الشرعية في عدن".


في ظل تهاون المحافظة وصمت منظمات المجتمع المدني تجاه انتشار الكلاب الضالة في مدينة تعز وكثرة الحالات المتعرضة للعض، قدم مدير مستشفى الجمهوري نشوان الحسامي طلبا للمحافظة من أجل التعامل مع القضية. 


وتحدث الحسامي لل "" أنه جلس مع شخصيات مهمة في المحافظة ومع مدير المجلس المحلي ومدير مكتب النظافة والتحسين صادق الطويل الذي قال أنه سيدفع 500 الف، في حين سيدفع الأولون 500 ألف من أجل اقامة حملة للتخلص من الكلاب. 

وقال " بعد اسبوعين من الجلسة لم يتم دفع هذه المبالغ، ولم تقم هذه الشخصيات بالحملة بعد".


ويرى مدير وحدة داء الكلب في مستشفى اليمن السويدي عامر البوصي أن القضاء على الكلاب الضالة ليس حلا أساسيا للمشكلة باعتبار قتل الكلاب جريمة يعاقب عليها لكنه أحد الحلول التي يلجأ إليها.


وقال: " في الوقت الذي تصرف فيه جهة معينة مبلغا ماليا معينا لقتل الكلاب الذي ليس حلا اصلا كان من الممكن أن تشتري به مئة جرعة أو مئتين ومنحها للوحدة باعتبار الجرع اللقاح الحل الأمثل للظاهرة".


الوحدة الوحيدة الخاصة بداء الكلب في تعز لا تملك لقاحات ومطالبات لاسامع لها


يعتبر مستشفى اليمن السويدي الوحيد داخل مدينة تعز من يملك وحدة مختصة بداء الكلب، تستقبل الكثير من الحالات شهريا في ظل غياب اللقاح والأمصال. 


الأمر الذي يجعل ذوي الحالات يضطرون لشراء الأمصال من السوق باسعار باهضة واستغلالية، مع أنه في حال توفر المصل واللقاحات في الوحدة كانت تعطى بشكل مجاني للمتعرضين لعضة كلب. 


وصرح البوصي أن الحالات التي تصل مستشفى اليمن السويدي شهريا أكثر من أربعين حالة وأن هذه الحالات تأتي من المناطق القريبة للمستشفى وأن هنالك الكثير من الحالات لايعرف عنها شيئا خصوصا بعد سيطرة مليشيا الحوثيين على بعض المناطق وبعد الأخرى في هذه الظروف الصعبة. 


 وقال أن "الوحدة تخلو من لقاح وأمصال داء الكلب منذ عدة شهور، الأمر الذي جعل المواطنين يرضخون أمام عمليات بيع استغلالية للقاح وأمصال داء الكلب".


واضاف " أن قيمة الجرعة الواحدة من لقاح داء الكلاب يبلغ سعرها 10000 ريال بينما يحتاج المريض لخمس جرع ، مضيفا لذلك سعر المصل الذي يساوي 30000 ريال وهذه عملية استغلال لأننا نقدم لهم اللقاح إن وجد بشكل مجاني"


وأشار إلى إمكانية ايصال اللقاح للمناطق القروية قائلا "كنا قبل الحرب في صدد اصدار 5 وحدات داء كلب في خمس مديريات لكن أوضاع الحرب أدت لوقف ذلك "


وفي الحديث عن ما تقدمه الوزارة في عدن من خدمات للوحدة قال أنها لم تقدم  خلال عام 2020 /2021 سوى دفعتين، احتوت الأولى 100 جرعة والثانية 50 جرعة وهي أرقام ضئيلة مقارنة بالأرقام التي يستقبلها المستشفى شهريا .


واستغرب البوصي من توفر مئات المنظمات في المحافظة وعزفها عن موضوع داء الكلب ودعمه باعتباره من الملفات المهملة في حين تذهب لدعم أشياء أقل أهمية، ويتمنى من الجهات المعنية أن تقوم بفرض عدد معين من الجرع على المنظمات سنويا لتوفير اللقاح بشكل مجاني .


طريق الماء مليئ بالكلاب 


قالت الأمم المتحدة في بيان لها أنه يتعرض ما يصل إلى 60000 شخص إلى عذاب حتي الموت بسبب داء الكلب (السعار)، والعديد منهم أطفال عضتهم كلاب مصابة بالسعار.


بينما تقول احصائية المستشفى السويدي إن أغلب الحالات التي تفد إليهم من النساء والأطفال ومن أبناء الريف على وجه التحديد. 


محمود علي أحد أطفال قرى شرعب السلام وهي قرية تابعة لمليشيا الحوثي، تعرض لعضة كلب وكان عليه تحمل عبئ السفر للمدينة ودفع تكاليف اللقاح والأمصال المبالغ بها من قبل الصيدليات. 


يحكي محمود قصته قائلا: "كنت كعادة كل الأطفال ذاهبا لجلب الماء بعد الفجر، وكانت الطريق كالعادة مليئة بالكلاب التي دائما ماتنبح عند قدومنا ثم تهرب عندما نقترب من البئر، وعندما هربت ووصلت إلى البئر أنقض علي كلب فجئة وقام بعضي في ساقي عضتين ثم أبعدته عني".


يقول والد محمود أنه بعد الذهاب به لمستوصف القرية وأخذ التدابير اللازمة والمؤقته للجرح الناتج عن العضة ، نصحه الطبيب بالذهاب إلى المدينة لأخذ اللقاحات مجانا، لكنه تفاجئ عند وصوله بعدم توفر العلاج. 


حيث أنه دفع إيجار السيارة مضاعفا لنقله بسرعة للمدينة متحملا أعباء 8 ساعات سفر ثم اضطر لدفع قيمة اللقاحات الباهضة الثمن، وتحمل تكاليف ومراحل العلاج الخمس التي فرضت عليه أن يجلس لمدة شهر في المدينة لتعاطي الجرعات، وقال لولا الدعم من اقربائي لكنت خسرت محمود. 


حيث تعطى جرعات داء الكلب للمريض في خمس مراحل  المرحلة الأولى عند العض، والثانية بعد ثلاثة أيام والثالثة بعد خمسة أيام ثم عند اليوم السابع  ثم عند تمام الشهر. 


في الوقت الذي يعاني فيه المواطنين من إنتشار الكلاب الضالة وظهور حالات سعار فيها، يظل موضوع داء الكلب من المواضيع المهملة كما كان يعتبر منذ القدم بإعتباره ليس مهما لهذه الدرجة، متناسين بإعتباراتهم أرواحا عدة فقدت حياتها بسبب عضة كلب لم تستطع دفع سعر اللقاح للوقاية من داء الكلب. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

40 عاما في خدمة الإنسانية

صحافة الحلول... حلول مبتكرة لمواجهة شحة المياه في اليمن