ابوبكر السقاف...عميد الفلسفة اليمنية
يعد ابو بكر السقاف من ابرز المفكرين اليمنيين الذين عملوا وكافحوا من اجل التنوير أدبا وفكرا وفلسفة، ساعين لتحقيق قيم العدل وارساء مبدأ الديمقراطية في اليمن مجابها كل السلطات ومنتقدا هيمنتها منذ بداياته الأولى في مرحلة الشباب حتى النهاية التي تركنا فيها لمكتبة من الاطروحات الفلسفية والفكرية.
ولد السقاف في منطقة الوهط في محافظة لحج ونشأ بها مع اسرته كأي يمني لايخرج من القرية كون الحياة محصورة فيها ذلك العصر.
غادر السقاف مع زملائه إلى شمال اليمن، حيث تم ابتعاثهم مرة أخرى إلى دول المعسكر الاشتراكي، ودرس في موسكو الفلسفة، وتعمق في دراسة الفكر الفلسفي في مراحله المختلفة.
عمل السقاف بعد تخرجه استاذاً في قسم الفلسفة في جامعة صنعاء منذ تأسيس القسم وحتى تقاعده، واشتغل على الجانب الفكري وعرف عنه معارضته لانظمة الحكم المختلفة، واشتهر بكتاباته الناقدة والداعية للحداثة والعدالة، كما وكانت له مقالات أسبوعية في صحف "الأيام" و"التجمع" والنداء"، وتعرض بسبب موافقه تلك للمطاردة والضرب.
كان العام 1955 عام تحول بالنسبة لاستاذ الفلسفة حيث انتخب رئيساً في المؤتمر العام للطلاب اليمنيين في القاهرة بعد السفر اليها لاكمال تعليمه، ومن خلال موقعه ارتبط بعلاقات وطيدة مع الحركة النقابية العالمية.
و صدر له عدة كتب منها " ثقافة الحصانة (نظرية الاذلال)"، "كتابات ودراسات فكرية وأدبية"، "كتابات"، والمجلد الأول من قصة حياته "دفاعاً عن الحرية والإنسان"، كما وعرف بكتابه المهم "الجمهورية بين السلطنة والقبيلة" الذي نشر في تسعينيات القرن الماضي باسم مستعار هو محمد عبد السلام، وأعيد طباعته مجدداً اخيراً باسمه الحقيقي.
بعد نحو عامين على بداية الحرب في اليمن غادر السقاف مدينته التي عاش فيها 50 عاماً مرغماً، ليقضي بقية حياته مع زوجته التي اختارت البقاء في بلدها عندما عاد إلى اليمن، ولكن حالته الصحية بدأت في التدهور خلال الاشهر الاخيرة قبل أن يفارق الحياة بعيداً من محبيه.
تعليقات
إرسال تعليق